خالد الجندى : الرسول "ص" [b]مات مسمومًا و ليس محمومًا !!![/b]

14/12/2008
مات النبي صل الله عليه وسلم بالسم  20081214020429_People_talk_Photo2
من جديد يخرج علينا رجل دين ليغرقنا فى قضايا غيبية لا طائل من ورائها سوى لفت الأنظار وإثارة البلبلة فى جموع المسلمين . هذه المرة خرج علينا شيخ أزهرى هو «خالد الجندى» أحد أشهر الدعاة التليفزيونيين، فيما قد يعتبره البعض سقطة خلقت خلافاً فقهياً بينه وبين د.عبدالله النجار الذى فند أقواله وأسانيده ورد عليه الحجة بالحجة مستنداً إلى صحيح القرآن والسنة.

الشيخ «خالد الجندى» طرح على الناس من خلال برنامجه على قناة «الحياة» فى حلقاته الأخيرة موضوعين.. أولهما قدرة الموتى على الاستماع للأحياء وهم فى قبورهم، والثانى كفيل بإثارة بلبلة عقائدية بين المسلمين والعلماء حسمها إجماع الأئمة منذ زمن عن موت الرسول [b]مسموما
ً أو محموماً! «الجندى» نبش فى أمور، وعاد ليناقشها من خلال الفقرة الدينية التى يظهر فيها ببرنامج «البيت بيتك» فى حلقتى الأربعاء 26 نوفمبر و3 ديسمبر بنفس الترتيب .

الموتى يسمعون
فى بداية الحلقة استهل الشيخ ««خالد الجندى»» كلامه قائلا: قضية أن الموتى يسمعون من الأمور الغيبية، والغيبيات لا يؤخذ فيها بآراء الفقهاء ولا بأقوال العلماء إنما تثبت بالكتاب والسنة.. بالآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة. عند الإسهاب فى شرح وجهة نظره قال: «كلمة استمع هى مشترك لفظى بمعنى أنها تحمل معنيين؛ الأول استمع بمعنى استجاب، والثانى استمع بمعنى استخدام الحاسة نفسها والأذن كأداة ، فمثلا إذا قلت لابنك «اعطنى كوب ماء» ولم يحضره فقلت له «أنت لا تسمع الكلام» فهذا لا يعنى أنك نفيت عنه السمع الحقيقى وأنه أصم لكن القصد هنا أنه لا يستجيب». واستكمل: وإذا كان البعض يقول إن الله نفى سماع الأموات للأحياء فى الآية رقم 22 فى سورة فاطر: (وَمَا يَسْتَوِى الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِى الْقُبُور) فإن الجزء الأخير من الآية هنا وهو (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِى الْقُبُورِ) مقصود به أن الكفار أموات القلوب، أى أنهم مثلهم كمثل من فى القبور يستمع لكلامك لكن لا يستجيب له، ولكن ليس كما يفسر البعض على أن المقصود أنهم مثل الأموات لا يسمعون أى فقدوا الحاسة نفسها وأن الأموات لا يسمعون!! وأضاف: فكون الإنسان يملك وسيلة للسمع وهو حى لا تعنى أنه يشترط أن يستجيب الآيتين رقمى 6 و7 من سورة البقرة، يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ . خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ).. فإذا كان الله يقول عن الأحياء نتيجة لكفرهم أنه قد ختم على قلوبهم وسمعهم فعندما ينفى الله استماع الموتى للنبى فى الآية الأخرى فهو يعنى عدم استجابة الموتى له. وواصل «خالد الجندى» كلامه متسائلا: «فهل الموتى يسمعون الاستماع الذى نستوعبه أم أن الالتقاط لديهم بحاسة غيبية ما؟! الإجابة هى نعم أنهم يسمعون، فإذا كان الله يثبت لهم فى سورة «ق» البصر فهذا دليل على أنه أثبت السمع أيضا، فهو أطلق الجزء وأراد الكل فى قوله: (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ «19» وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ «20» وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ «21» لَقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ «22»). وعلى الرغم من تنبيه المحاور له بأن المقصود هنا هو «يوم القيامة» وليس الموت العادى إلا أنه رد قائلا: «اللفظ هنا عام لسكرات الموت عموما وليس يوم القيامة بالتحديد».. ثم أضاف «وأين ذهب قول الله (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ).. فالشهيد يسمع فى قبره، والشهداء يسمعون من يخاطبونهم بطريقة غيبية، والمفاجأة أن الكافر الملحد أيضا حى عند الله».

خلاف مع الفقهاء
وعاد ليستكمل آراءه المثيرة للجدل بقوله: «هناك حالتان من حالات الاستماع المباشر فى القبر، وهذا ثابت بفعل النبى عندما مر على قليب بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟، فإنى وجدت ما وعدنى ربى حقاً ، فقال عمر رضى الله عنه: يا رسول الله : ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «والذى نفسى بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم». وأضاف الجندى: «ونحن عندما نمر على المقابر نقول سلام عليكم وهو ضمير مخاطب، أى أنهم يسمعوننا، والناس عندما يموتون يدخلون مرحلة برزخية لهم فيها اتصال بالأحياء والدنيا والموتى يشعرون بأهاليهم وأهل الأرض، والدليل على ذلك قوله تعالى فى سورة آل عمران: (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم)، ولذلك نحن نقول على فلان مات، لكن ربنا لا يقول فلان مات، فكلهم عند الله أحياء. الشيخ «خالد» طرح تساؤلاً آخر: «هل تنقطع الصلة بالمتوفى باختفاء القبر أو إذا أكله السمك فى البحر أو إذا مات ودفن فى أمريكا، هل انقطعت به الصلة مع أهله؟!» ويجيب فيقول «لا، لم تنقطع، فيمكنك أن تدعو له تماما مثل الصلاة على رسول الله، وأنا جالس يمكن أن أصلى على النبى فتصله صلاتى، فكما قال النبى إن الله أوكل بقبرى ملاكا أعطاه أسماء الخلائق فأيما عبد صلى علىَّ صلاة إلا وبلغنى ذلك الملك صلاته فأردها عليه.. هذا الكلام يعطيك دلالة كيف يصل الدعاء للمتوفى». الشيخ الأزهرى أوضح أن خلافه الآن مع فقهاء الأمة هو: هل الميت وأنا أمام قبره يسمعنى أم لا؟!.. وعلق قائلاً: «النبى أمرنا بأن نخاطبهم أمام المقابر بضمير المخاطب، وهذا الذى فعله على بن أبى طالب عندما مر على المقابر فقال: السلام عليكم يا أهل المقابر سأقص عليكم نبأ ما عندنا وتقصون علىَّ نبأ ما عندكم، أما خبر ما عندنا فإن النساء قد نكحت وأن الديار قد سكنت، وأن الأموال قد قسمت.. هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ فأصحاب على بن أبى طالب قالوا: أتكلم الموتى؟ فقال: والله إنهم يسمعوننى كما تسمعوننى ولو أذن لهم أن يتكلموا لقالوا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى». واستطرد قائلاً: «الأحاديث كثيرة بهذا المعنى أن من فى المقبرة يسمع من يحدثه، ففى حالة من فى البرزخ يبلغه الله بدعائك له، أما من فى القبر فهو يسمع مباشرة، ففى المقبرة العظام تسمع». وفسر «الجندى» من وجهة نظره كيف يصل الدعاء للميت عن بعد : «كل واحد منا له طاقة فى السماء مثل صندوق البريد تذهب عليه الأدعية فيقوم الميت باللف على طاقات الناس التى يعرفها يجمع منها الدعاء المرسل له»!! هذا ملخص الأدلة التى ساقها للتدليل على سماع الموتى للأحياء وهم فى القبور. أما الحلقة التى تلتها مباشرة فقد تحدث «الجندى» عن الخلاف الفقهى حول موت الرسول مسموما أم محموما، على الرغم من أن جمهور العلماء اتفق على موته محموما.. إلا أنه قال: «لا بأس بأن نقر بموته مسموما حيث إنه بذلك يكون الله قد جمع له كل الصفات بجوار النبوة بإضافة الشهادة له».. وأضاف:«الرسول خلال آخر 3 سنوات فى حياته كانت تنتابه حالات إغماء متكررة وتشنجات»!!

سوء فهم وتهريج
ولأن د. «عبدالله النجار» - عضو مجمع البحوث الإسلامية - كان قد شن هجوماً مضاداً على الجندى فى مقالتين بمجلة «القرآن والسنة» عن موضوع سماع الميت فقد سألناه فوصف كلام «الجندى» بالتهريج وسوء فهم الأحاديث، وقال: «لم نعرف ميتا عاد للحياة، وقال الناس كلمونى وأنا سمعت، فمن يقول إن سماع الميت حقيقة بالقطع فهو يفتى فى أمور لا يملك عليها دليلا وهو شىء الله وحده أعلم به»!! وأضاف فى رده على الجندى بقوله: «مقارنة حاسة السمع لدى الأموات كما كانت فى الدنيا هى نوع من العبث لأن «سمع» الدنيا له هدف وهو التكليف، أما بالنسبة للميت فقد انتهى التكليف كما قال الله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من فى القبور) الآية التى استند إليها «خالد الجندى» وفسرها على وجه أبعد ما يكون من معناها لأنه عندما يموت الإنسان يسقط التكليف عنه، ولم يعد لديه مجال لأن نقول له افعل أو لا تفعل أو نبلغه خبرا ما ليتقى ما فيه، فتلك المهام انتهت. فإذا ما قلنا إن الله أعطى للموتى قدرة السمع التى هى الهدف فى الدنيا.. وهو أعلم بأنهم لن يستجيبوا ولا يفعلوا بها شيئا، فهذا عبث، وأحكام الله منزهة عن العبث». د.عبدالله النجار يرى أن العبث بعينه أن يجلس شخص فى التليفزيون يشغل الناس بهذا الكلام فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر، فلن يضر الناس أن يعرفوا إن كان الميت يسمع أو لا يسمع، والأحاديث كلها التى تتحدث فى هذا الموضوع كان هدفها أن يؤمن الناس باليوم الآخر، وأن الكفار كانوا يقولون فيما يقولون إن هى إلا حياتنا الدنيا، وبمجرد موت الإنسان انتهى وجوده ولا آخرة ولا حساب، وكل الأحاديث لها مقصود أصلى، لأنها تقول للناس أن الحياة مستمرة وسيكون هناك عقاب وثواب وأن الآخرة حق، وأن هناك حياة برزخية، وأن علامات الحياة فى الدنيا هناك ما يشبهها فى الآخرة ليؤمنوا.

بصرك اليوم حديد
يواصل د. «عبدالله النجار» تفنيد آراء الجندى قائلاً: آية (بصرك اليوم حديد) - ق، الآية: 22 - التى أصر أن يعربها وينسبها الجندى للميت فى أى وقت فهى تتكلم عن يوم القيامة.. أيضا موضوع إثبات البصر وإطلاق الجزء وأنه يريد الكل أو ما شابه ذلك من كلامه فهو مجافٍ للحق، فالبصر هنا بمعنى البصيرة (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور)، فمادة بصر فى المعجم هى الرؤية الحسية، وتشتمل أيضا على الرؤية المعنوية، وتخصيصها بالرؤية الحسية نوع من العبث والجهل، مثل كلمة رؤية فى قوله تعالى (لتحكم بين الناس بما أراك الله) - النساء، الآية: 105 - أو كما تقول «رأيت فلانا وأنا رأيت كذا فى المسألة الفلانية» فهذه رؤية بصرية وتلك وجهة نظر، كذلك هناك البصر والبصيرة.. وأنا ضد التعسف فى التمسك بالألفاظ المتشابهة التى تدل على أكثر من معنى والإصرار على أن معناها كذا وأنا لا أملك دليلاً لأن هذه المسائل خلافية ولا يوجد دليل دامغ يحسمها. ويقول د. عبدالله النجار:ما يقوم به «خالد الجندى» يدخل فى إطار تملق مشاعر الناس.. القلقين بطبعهم مما يجهلونه ولديهم شغف غريزى بالغيبيات، ولذلك دائما ما يذهبون لسحرة ودجالين بدافع الفضول والرغبة فى معرفة المجهول، لذلك ينتهز ذلك ويتملق فى الناس هذا الإحساس ويشعرهم بأن لديه من العلم ما يستطيع أن يكشف لهم هذه الأمور، وهو نوع من الغرور المكروه، لأن الرسول نفسه لم يتحدث عن هذه الأمور بهذا التفصيل الذى لجأ له الجندى، فهل الجندى أعلم من الرسول؟!



وده بالنسبة للسنة[/b]